الثلاثاء، 31 يوليو 2012

وما زال البحث مستمرا......


لفتره ما شعرت بالضعف ...لحظه لا بد ان تمر علي كل انسان حتي لو كان اقوي رجل في العالم , وفي هذه اللحظه تبحث عن شي ما يعيد اليك ما فقدته
 "القوه"....
 بحثت طويلا عنها وبعد ان كاد اليأس يتسلل الي نفسي وجدتها
"القوه"...
 أو توهمت اننى وجدتها..لاني شعرت انها ستكون مصدر قوتي..وبها سأصبح اقوي الاقوياء..ولا تسطيع الدنيا ان تهزمني.
وفعلا لقد وجدت فيها ما ابحث عنه..
 لقد الهمتني..
واعطتني دوافع جديده للقتال مع الحياه..
وبدأت المعركه .. ولكنها انتهت قبل ان تبدأ,لاني لاحظت ان مؤشر القوه بدا ان ينخفض...
وبدأ عقلي يعلن لي انها ليست قوه حقيقيه..انها قوه وهميه..
وبدات ادرك حقيقه الامر,وبعد ان عاد مؤشر القوه الي الصفر مجددا لاحظت انه بدأ يدخل في التدريج السلبي ليبدا مؤشر الضعف في الارتفاع...
لاني بعد ان توهمت انها مصدر قوتي..
تحولت الي مصدر ضعفي..
لدرجه كدت فيها ان اعلن عن هزيمتي..
فقررت سريعا ان اتخلص منها..
لاني ابحث عن ما يزيد من قوتي لا ضعفي..
ورغم كل هذا..
ما زال البحث مستمرا......

احمد صلاح
            مارس 2011

الاثنين، 30 يوليو 2012

حياه او موت (قصه قصيره)


حياه او موت "قصه قصيره"
"البقاء لله"
"البقيه في حياتك"
"شد حيلك"
كل هذه الكلمات اتي اعتدنا سماعها في مواقف التعازي والمواساه في حالات الوفاه , كلمات نرددها كثيرا ومنا من يعنيها فعلا ومنا من يرددهها لمجرد اداء واجب العزاء , ومن من يقولها فعلا في محاولات يائسه ان يكون لها تأثير حقيقي في نفس من يواسيه , ولكن لا يستطيع اى انسان ان يشعر بهذه الحاله الا من يمر بها فقط هذه الحاله التى لا تسطيع جميع كلمات التعازي ان تهون لحظه واحده علي فراق من نحب.
اما بالنسبه لى فهذه هي المره الثانيه التي امر فيها بهذا الموقف , فالمره الاولى كانت لوالدتي وكانت سيده مسنه ومريضه بمرض خطير وكانت الوفاه نتيجه لهذا المرض, ولقد حزنت حزنا شديداً لفراقها , ولكن "الله" اراد أن يريحها من عذاب المرض ولقد ساعدنى هذا كثيرا في تقبل فكره وفاتها وكنت اقتنع نوعا ما عند سماع العباره الشهيره "ربنا ريحها من العذاب"
وفي خلال ايام بدأت اتقبل وأتأقلم مع هذا الوضع الجديد وقررت ان أفكر في المستقبل وأحاول ان انسي احزان الماضي ولا اخذ منه الا الذكريات وهي وحدها قادره علي ان ترسم البسمه علي شفتيك او تُخرج الحزن الكامن فيك علي هيئه دموع تسيل من عينيك..
*****
عندما يموت الماضي يمكن ان تحييه بذكري ولكن ماذا عندما يموت المستقبل !!
كان هذا هو الفرق بين حاله وفاه امي والحاله الثانيه التي مررت بها , فهذه المره لم تستطع جميع كلمات التعازي ان تجد تأثيرا في نفسي لانني لم استطيع أن اتقبل الفكره اصلا ..!



كيف؟!
ولماذا؟!
لماذا هي بالذات؟
وما الذي كان سيحدث لو بقيت علي قيد الحياه؟ وما الحكمه من موتها في هذا التوقيت ؟
لماذا لم تمت وهي مسنه مثل والدتي؟ لماذا يموت انسان يمكن ان يموت من اجله اخرون بينما يبقي علي قيد الحياه من لا يهتم بموته احد؟!!
لقد كانت حاضري ومستقبلي , فكيف للمستقبل ان يموت؟
لقد احببتها كما لم احب امرأه من قبل , لقد كانت الخط الرئيسي الذي يدور حوله جميع الخطوط الفرعيه الاخري في حياتي , فكيف لهذا الخط ان ينهار دون ان تنهار الحياه بأكملها , لم اكن اتخيل ان اعيش يوما واحدا بدونها, لا يمكن ان اتخيل ان استيقظ يوما لا اجد فيه الشمس, كيف لي لن اعيش بقيه حياتي في الظلام اعيش ليلا لا ينتهي , شهورا قد مرت وقد فقدت احساسي بكل شئ ,سؤال واحد فقط ظل يطاردني ..
اين هى الان؟
وهل تشعر بي؟؟
*****
كم اتمني ان اراها .. اتحدث معها.. اعاتبها..لماذا تركتني وحيدا؟ كيف تخلت عني وعن احلامنا ومستقبلنا ؟ انها حتي لا تزورني في احلامي..كم هي قاسيه.. ولكن هل تشعر بي؟ هل تعلم بما يدور في رأسي الان؟ لا يمكن ان تتخلي عني بهذه البساطه , كم اتمني ان اسمع منها تفسيرا واحدا علي كل هذه الاسئله ولكن اين؟ وكيف؟
كان لدي احساس قوي لا اعلم مصدره بأني سأقابلها يوما ما..ربما بعد ان اموت
نعم.. هذا هو الحل الوحيد "الموت" ولكن كيف سأموت ؟ هل انتحر؟
اظن انني قد فقدت عقلى اننى افكر في الانتحار..هذا جنون..وجدت نفسي اردد "استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم" حاولت التخلص من هذه الافكار بالتفكير في النوم , لعلها تزورني في منامي.. كم اتمني حدوث هذا.. كم اتمني ان اتحدث معها حتي لو كان بعيدا عن ارض الواقع..داخل عقلي.. حتي لو مجرد أضغاث احلام .. ولكنها كافيه .. لم اتمني شئ من قبل قدر ما تمنيت هذا الان بأي طريقه وبأي ثمن ,يجب ان اتحدث معها.
كاد عقلي ان يصاب بالجنون لذا قررت ان اتوقف عن التفكير وفعلا نجحت المحاوله ولكن شئ واحد لم استطع ان اتوقف عنه..
"التمني"
وأخر ما كان يجول بعقلي هي تلك الامنيه...
هل يمكن ان تتحقق؟؟
*****
مرت ساعات وهو مستلقي علي الفراش يحاول ان يستغرق في النوم ولكن دون جدوي , حاله النشاط العقلى التي كان يمر بها كانت لا تسمح له ان يسقط في النوم لاكثر من خمس دقائق وحتي ان زادت يشعر وكأنها لحظات, حاله غريبه لا يعرفها الا من يعيش تلك الحاله من النشاط العقلى التي يسببها التوتر والقلق او التفكير بعمق في شئ ما ,حاله لاتدري فيها اذا كنت نائما او مستيقظا, تغمض عينيك وتفتحها لتجد الشمس مشرقه ولكنك لا تدري فعلا هل كنت نائما ام لا ؟
ولكنه الان لم يصل لدجه شروق الشمس فما زال في الساعات الاولي من الليل وقد بدأ البرد يتسلل الي جسده وبدأ يشعر ببروده مفاجأه في درجه الحراره , ولكن من الغريب ان يشعر بهذه البروده في هذا التوقيت من العام ,فمازلنا في منتصف شهر يوليو, ثم بدأت البروده تشتد مع نشاط ملحوظ للرياح التي جعلت الستائر تتراقص وتتمايل بشده.
قام من فراشه واتجه الي النافذه وأغلقها بأحكام ولكنه ما زال يشعر بالبرد الشديد ثم بدأت تنتشر في الغرفه رائحه جميله لا يعرف مصدرها حاول ان يجد مصدر تلك الرائحه ولكنه لم يجده, وفجأه بدأت تظهر في المكان اضاءه خفيفه لا يعلم مصدرها ايضا..وبدأ يسأل نفسه ما الذي يحدث ؟ هل جننت؟؟ بدأ يشعر بالخوف والقلق ما الذي يدور حوله؟ ما الذي يجري ؟ اهو يحلم؟ هناك ثمه شئ غريب يحدث .. هناك شخص ما موجود بالمكان ولكنه لا يستطيع ان يراه ..ولكنه يشعر به يتحرك حوله.. يسمع صوت انفاسه , ثم هتف فجأه بصوت مرتعد :
-         من هناك؟!
ولكنه لم يتلقي اجابه علي سؤاله , ثم فجأه ساد الهدوء المكان ولم يعد يسمع اي صوت حتي صوت عقارب الساعه الذي كان يزعجه دائما.. لم يعد يسمعه.. وفجأه اشتدت اضاءه بيضاء اللون مجهوله المصدر في المكان وبدأت الاضاءه تنتشر في المكان كله ولم يعد بأمكانه ان يري شئ من اثاث او جدران الغرفه , ثم بدأ يظهر شئ وسط هذا الفراغ ولكنه لم يتمكن من رؤيته بوضوح وبدأت ملامح هذا الشئ تتضح تدريجيا حتي اصبح يراه بوضوح ثم شهق فجأه وجحظت عيناه من هول المفاجأه ...
هل هذا معقول...هل ممكن ان يحدث؟؟
*****
لا احد يعلم كم مر من الوقت وهو في هذه الحاله من الذهول , ثم بدأ يفيق من هذه الحاله وهو ينظر اليها في ذهول ويقول في دهشه :
-         أهذه انتي؟؟ هل هذا حقيقي؟ ام احلم؟
كانت تنظر اليه نظره مليئه بالحنان والشفقه وهي تبتسم وتقول :
-         كيف حالك؟
لم يكن يعرف هل هو يحلم ام هذا حقيقي ولكنه قرر ألا يفكر في هذا. فلو كان حلما فهو لا يريد ان يستيقظ منه ولو كان حقيقي فهو لا يريد ان يعرف كيف حدث , فهي امامه الان وهذا اهم شئ..
"كيف حالك؟"
قاطعه سؤالها مجددا فرد في احباط :
-         لست بخير, لقد تحولت حياتي الي جحيم , لم يعد لدي شئ اعيش من اجله.
ردت وهى تتحه نحوه :
-         انا اسفه لو كان هذا يحدث لك بسببي ولكن هذا لم يكن بيدي
نظر اليها مستنكرا وقال :
-         وجودك هنا الان لم يكن بيدك؟
ردت والابتسامه علي شفتيها :
-         نعم هذا ايضا لم يكن بيدي
نظر اليها مجددا وقال :
-         الم تأت من اجلي؟!
قالت وهي تبتسم :
-         نعم جئت من اجلك
سألها في تعجب :
-         الم يكن هذا بارادتك؟
ردت وعلي وجهها ابتسامه واثقه :
-         لا, لقد كان بإرادتك انت.
انعقد حاجباه في دهشه وقال :
-         انا لا افهم منك شيئا ولكني اريد ان اكون معك. الا يمكن ان تعودي مره اخري؟
قالت:
-         ربما في يوم ما
ازداد انعقاد حاجبيه وهو يسألها في حذر :
-         عندما اموت؟!
زادت ابتسامتها تألقا وهي تقول :
-         فقط عندما تكون معي
زادت حيرته وهو يقول لها :
-         ولكنك ميته
ردت عليه :
-         انا لم أمت والدليل اني اتحدث معك الان
ارتفع حاجباه في دهشه ممزوجه بالفرحه وهو يقول :
-         الا زلت حيه؟!
ردت والابتسامه مستمره علي وجهها :
-         نعم , ولكني في عالم اخر
نظر اليها في حيره وقال :
-         اه عالم الاموات !!
قالت له :
-         البشر لا يموتون
عاد حاجباه مره اخري الي الانعقاد وهو ينظر اليها نظره استفهاميه
تابعت وهي تبتسم :
-         الموت يعني الفناء والبشر لا يفنون, فقط يفني الجسد ولكن الروح تنتقل الي عالم اخر وهو ليس عالم الاموات كما تظن انه استكمال للحياه , فهي تسمي "الحياة الاخره" اذن فهي حياه وليست موت
تابعت وهي تقترب منه :
-         وهذه الحياه لا موت فيها ولهذا قلت لك ان البشر لا يموتون لان الروح عباره عن طاقه والطاقه لا تفني كما تعلم
ملئت الدهشه عيناه وهو يقول :
-         نعم لقد فهمت , ولكني اريد ان اكون معك لم اعد اتحمل الحياه بدونك
ابتسمت في خجل وهي تقول :
-         انا ايضا اريد ان اكون معك
سألها في فرح :
-         ماذا افعل لكي نكون معا ؟ هل الموت هو الحل ؟
فكر قليلا ثم تابع في حيره :
-         ولكن كيف ؟ هل يمكن ان اموت بإرادتي ؟
 قالت : ربما
نظر اليها في دهشه وهو يقول :
-         ولكن هذا انتحار وهذا يعني الكفر و...
قاطعته وهي تقول :
-         بالطبع لم اقصد الانتحار ولكن ارادتك لشئ ما لا يعني ان تقوم بتنفيذه بنفسك
نظر اليها في حيره وقال :
-         انا لا افهم منك شيئا
قالت :
-         ان اراده الله فوق اراده كل شئ واذا اردت شيئا ضد اراده الله فهذا لن يكون وهذا هو الكفر كالانتحار . ولكن اذا توافقت ارادتك مع اراده الله بالطبع ستحقق.
قال متعجبا :
-         لا زلت لا افهم منك شيئا . كما انني اخاف من الموت كما يخاف معظم البشر ومن الطبيعي ان يخاف البشر مما يجهله
"قاطعمها صراخ طفل رضيع"
انتبه الي الصوت وقال :
-         ما هذا الصوت...اها انها جارتنا لابد انها تضع مولودها الجديد لقد كانت حامل
زادت ابتسامتها وهي تقول له :
-         هل تعلم لماذا يصرخ الطفل عند ولادته؟؟
اجابها في حيره :
-         لا اعلم
قالت :
-         يعيش الطفل قبل ولادته تسع اشهر في بطن امه وكان يظن ان هذه الحياه التي يعيشها في بطن امه فتمر التسع اشهر عليه وهو يمر بمراحل النمو الطبيعي له ويظن ان هذه هي الحياه وبانتهاء التسع اشهر وعندما تحين لحظه ولادته يظن ان حياته قد انتهت وانه يموت لذا يصرخ بشده وهو لا يعلم انه لا يموت بل ينتقل من حياه صغيره الي حياه اخري اكبر واصعب فهو لو كان يعلم لم يكن يصرخ ولا يقاوم
-         وكذلك نحن عندما تأتي لحظه الموت نظن انها النهايه ولكننا لا ندري اننا ننتقل من حياه صغيره الي حياه اخري اكبر واطول وهي الحياه الاخره التي سوف نبقي فيها للابد فلا توجد حياه اخري بعدها.
قال لها وقد بدا علي وجهه علامات الفهم والادراك :
-         ماذا تقصدين ؟
قالت وهي تبتعد عنه:
-         فقط لا تخف ولا تقاوم
قالتها وهي تبتعد عنه وتبدأ في الاختفاء وسط ذلك الضوء الابيض
حاول ان يلحق بها وهو يهتف :
-         الي اين تذهبين؟ لا تتركيني مره اخري
ولكنه لم يتلق ردا..لقد اختفت
بدأ يفكر في كلامها وهو يقول :
نعم...
لا يجب ان اخاف...
ولا يجب ان اقاوم.....
*****


بدأ ضوء الشمس يتسلل الي الغرفه من النافذه وهاهي الساعه الثامنه صباحا وهو لم يستيقظ من نومه بعد وهذا هو الموعد اليومي لعم سيد بائع الجرائد الذي يقف الان امام باب الشقه ويدق جرس الباب وهو يهتف :
-         استاذ سعيد .. انت لسه نايم.. الساعه بقت 8
ظل يهتف وينادي وهو لا يدري انه لم يعد يسمعه...
لانه انتقل..
لقد فارق الحياه الدنيا..
فارقها بارادته...لكنه لم ينتحر...
فارادته لم تكن كافيه ...
لقد توافقت مع اراده الله...
وانتقل الي الحياه الاخره...
*****
"تــمت"